تجاوز الحدود؛ الخطوة التالية نحو الجحيم!*
سلمان رشدي إن أثمن كتاب أملكه هو جواز سفري. وقد يبدو هذا شيئًا مغالًى في تقديره، مثل معظم المزاعم الجلية. فجواز السفر، في نهاية الأمر، ليس إلا غرضًا عاديًا. ربما لا تولي جواز سفرك كثيرًا من اهتمامك معظم الوقت. إنه وثيقة سفر مهمة، تحاول ألا تفقده، وصورتك فيه مروعة، وتاريخ انتهاء صلاحيته قريب. يتطلب جواز السفر، عمومًا، قدرًا معتدلًا من الاهتمام والرعاية نسبيًا. وحين يتعين عليك إظهاره، في نهاية كل رحلة، فإنك تتوقع أن يؤدي مهمته دون أدنى متاعب. أجل أيها الشرطي، هذا أنا، أنت محق إذ أبدو باللحية مختلفًا بعض الشيء، شكرًا لك أيها الشرطي، نهارك سعيد أنت أيضًا. جواز السفر ليس أمرًا ذا أهمية، فهو غرض عادي، إنه ليس سوى هوية. صرت مواطنًا بريطانيًا منذ أن كنت في السابعة عشرة من عمري، وقد أدى جواز سفري مهمته بكفاءة وبهدوء لوقت طويل حتى الآن، غير أنني لم أنس يومًا أن ليس كل جوازات السفر تعمل على هذا النحو. فجواز سفري الأول مثلًا، الهندي، كان شيئًا جديرًا بالازدراء. إذ أوضح بلغة بيروقراطية كئيبة أنه صالح للسفر إلى قائمة محددة –وقصيرة للغاية– من البلدان، عوضًا عن أن يتيح لحامله...