أﭘـولو
تشيمامندا أدتشي أزور والديّ، مثل ولد بارّ، مرتين في الأسبوع في إنوغو؛ في شقتهما الصغيرة المكتظة بالأثاث، التي تصبح معتمة بعد الظهر. لقد غيرهما التقاعد وجعلهما منكمشين. كان كلاهما في أواخر الثمانينات ضئيل وله بشرة بلون الماهوغني وظهر منحنٍ. إنهما يبدوان متشابهني أكثر فأكثر، وكانما جعلت كل السنوات التي قضياها سويًا ملامحهما مختلطة وتسيل من واحد إلى الآخر. كانت تفوح منهما الرائحة نفسها أيضًا- رائحة المنتول- من العلبة الخضراء لدهان ﭭ ـكس؛ الذي يمررانه لبعضهما ويضعان شيئًا منه بعناية على فتحات أنفيهما وعلى مفاصلهما المتألمة. كنت أراهما عند وصولي جالسين على الشرفة المطلة على الطريق، أو يغوصان في أريكة غرفة المعيشة وهما يشاهدان قناة أنِمل ﭘ ـلانت. كانا يتمتعان بإحساس جديد بالدهشة، فيُدهشان من مكر الذئاب ويضحكان من ذكاء القرود ويسألان بعضهما "هل رأيت ذلك؟" كما كان لهما جَلَد غامض على القصص التي لا تُصدق. فقد أخبرتني أمي مرة أن أحد الجيران المرضى في آبا، مسقط رأسنا، قد تقيأ جندبًا؛ حشرة حية تتلوى كانت دليلًا على تسميم أحد الأقارب اللئام له. "أرسل لنا أحدهم صورة للج...