المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

أﭘـولو

صورة
تشيمامندا أدتشي أزور والديّ، مثل ولد بارّ، مرتين في الأسبوع في إنوغو؛ في شقتهما الصغيرة المكتظة بالأثاث، التي تصبح معتمة بعد الظهر. لقد غيرهما التقاعد وجعلهما منكمشين. كان كلاهما في أواخر الثمانينات ضئيل وله بشرة بلون الماهوغني وظهر منحنٍ. إنهما يبدوان متشابهني أكثر فأكثر، وكانما جعلت كل السنوات التي قضياها سويًا ملامحهما مختلطة وتسيل من واحد إلى الآخر. كانت تفوح منهما الرائحة نفسها أيضًا- رائحة المنتول- من العلبة الخضراء لدهان ﭭ ـكس؛ الذي يمررانه لبعضهما ويضعان شيئًا منه بعناية على فتحات أنفيهما وعلى مفاصلهما المتألمة. كنت أراهما عند وصولي جالسين على الشرفة المطلة على الطريق، أو يغوصان في أريكة غرفة المعيشة وهما يشاهدان قناة أنِمل ﭘ ـلانت. كانا يتمتعان بإحساس جديد بالدهشة، فيُدهشان من مكر الذئاب ويضحكان من ذكاء القرود ويسألان بعضهما "هل رأيت ذلك؟" كما كان لهما جَلَد غامض على القصص التي لا تُصدق. فقد أخبرتني أمي مرة أن أحد الجيران المرضى في آبا، مسقط رأسنا، قد تقيأ جندبًا؛ حشرة حية تتلوى كانت دليلًا على تسميم أحد الأقارب اللئام له. "أرسل لنا أحدهم صورة للج

الكلب الزجاجي

صورة
ليمان فرانك بوم عاش ساحر بارع في الطابق الأعلى من بناية كبيرة، وكان يمضي وقته في الدراسة المتفكرة والتفكير العميق. كان ما لا يعرفه عن السحر شيئًا ضئيلًا لا يستحق الذكر، لأنه امتلك كل كتب السحرة الذين عاشوا قبله ووصفاتهم، كما أنه ابتكر عددًا من الوصفات بنفسه. كان يمكن لهذا الشخص الرائع أن يحيا سعيدًا تمامًا لولا أن قاطع أبحاثه القوم الذين يأتون لاستشارته في مشاكلهم (التي كان متهمًا بها)، والطرقات العالية لبائع الثلج وبائع الحليب، وصبي الخباز، وصاحب المصبغة وبائعة الفول السوداني. لم يتعامل مع أي من هؤلاء الأشخاص، لكنهم كانوا يقرعون بابه كل يوم لسؤاله عن هذا الأمر أو ذاك أو ليحاولوا بيعه بضاعتهم. وحين يكون مستغرقًا في كتبه أو مشغولًا بمراقبة بقبقة المرجل، كان يسمع طرقًا على الباب. وبعد إبعاد الدخيل يجد دومًا أنه فقد سلسلة أفكاره أو خرب مركّبه. أثارت هذه المقاطعات غضبه على المدى الطويل، وقرر أن يقتني كلبًا يبعد الناس عن بابه. لم يعرف من أين يحصل على كلب، لكن في الشقة المجاورة يعيش نافخ زجاج فقير كان يعرفه معرفة ضئيلة. فذهب إلى شقة الرجل وسأله: "أين يمكنني العثور عل