التداوي بالحكاية
توني ديترليزي [1] حين تسمع كلمتي "سحر" و"حكاية"، فإنهما على الأرجح ستستدعيان أفكارًا من الحكايا الأثيرة في طفولتك. إذ يزخر كتاب القصص بكل أنواع السحر من قبيل الجنيات الخارقات، وعفاريت تحقيق الأمنيات، أو حتى الفتى المشتغل بالسحر. الحكّاء المغربي، لوحة لألفرد دودنك. لكني لا أتحدث هنا عن الحكايات الخرافية، بل عن السحر الحقيقي الذي يمكن استحضاره من خلال القَص. عام 2008، عانت ابنتي صوفيا- التي يبلغ عمرها عامًا ونصف- من نوبة صرع كبرى. وقد حدثت فجأة دون سبب واضح، وسيطرت على فتاتي الساحرة الصغيرة. لقد سقطت على الأرض وهي تختلج وتدور عينيها. حاولنا تهدئتها أنا وزوجتي أنجلا، غير أن إحساسًا غامرًا بالعجز استحوذ عليّ، فلم تكن هذه نوبة برد تأخذ مجراها، ولم تكن خدشًا أو كشطًا يمكننا لفه بضمادة وتهدئته بقبلة، ولم يكن عظمًا مكسورًا يمكن تعديله وعلاجه بجبيرة. طلب منا طبيب الأطفال، بعد النوبة الأولى، أن نراقب صوفيا ونعلمه فورًا إن جاءتها النوبة مرة أخرى. وقد حدث. طلب منا طبيبنا في أمهرست/ نيو إنغلند حيث نسكن، سلسلة من الفحوصات الطبية على أمل العثور على...