الفجوة بين القارئ والكاتب
نادين غورديمر حين يطرح عليّ سؤال الصحافة المعتاد "لمن تكتبين؟" أجيب بانفعال "لأي أحد يقرأني". إن السؤال بليد، فهو يكشف اعتقاد الصحافة أن الكاتب يفترض، مثلها، "جمهورًا محتملًا".، وهو يبدو مشابهًا لواحد من مبادئ السوق المعادية للفن: اعطِ الجمهور ما يعرفه. لكن الكتّاب – والمبدعين على اختلاف مجالاتهم- خُلقوا لكسر رصيف العادة وخرق السياج الذي يطوّق الإحساس؛ مثل رد فعل خيالي ينمو حرًا مثل العشب. نؤمن جميعًا أننا قادرون على إطلاق القواسم المشتركة الجوهرية للروح البشرية، ولا يحد امتدادنا سوى حجم موهبتنا، أليس هذا في النهاية هو ما تلقيناه بأنفسنا من لمسات الكتاب الآخرين؟ إن لم نكن ننتج لشركة ميل وبون للنشر، وإن لم نكن نكتب منشورات سياسية متخفية تحت ستار أعمال خيالية، فلن يكون لنا رفقة في الظل من الرؤوس هناك، من معجبي البرامج الحوارية، أو من أنصار الحزب، لكني شعرت لبعض الوقت بشيء من الانزعاج لقولي "لأي أحد يقرأني"، وقد عاد إليّ الصدى: "أوه حقًا؟ عجبًا !" أخذت أفكر أن هناك سؤالًا لا بد من طرحه، لكنه ليس" لمن نكتب؟...